أعلنت الحكومة المصرية مؤخرًا عن اكتشاف طبيعي ضخم غرب دلتا النيل، في خطوة وصفها خبراء بالتاريخية، والتي من شأنها تغيير الواقع الاقتصادي للبلاد بشكل جذري. ووفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية، فإن الحقل الجديد يعد أحد أكبر اكتشافات الغاز في العالم خلال السنوات الأخيرة.
وعلى الفور، أثار هذا الاكتشاف موجة من التفاؤل والأمل لدى المصريين، الذين عانوا طويلًا من تحديات اقتصادية متتالية. فهل يمكن لهذا الحقل العملاق أن يحول مصر إلى بلد نفطي غني يضاهي السعودية؟ الإجابة ليست بهذه البساطة، ولكنها تحمل كثيرًا من الإشارات الإيجابية.
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام الأمور في 2014، سعت الحكومة المصرية لتنويع مصادر الدخل وتحفيز النمو الاقتصادي. ورغم التحديات، نجحت مصر في الارتقاء بترتيبها إلى ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا، والـ42 عالميًا اعتبارًا من 2024.
وشكّل الغاز الطبيعي أحد أهم الركائز في استراتيجية الإصلاح الاقتصادي، حيث ضاعفت البلاد جهودها لاستكشاف واستغلال احتياطياتها الهائلة. وحصدت ثمار ذلك بعدة اكتشافات مهمة، كان آخرها حقل غرب دلتا النيل الذي أذهل العالم بضخامته.
لطالما حظيت السعودية بمكانة مرموقة كإحدى أغنى دول العالم بفضل ثرواتها النفطية الهائلة. لكن في ظل اكتشاف حقل الغاز الأخير في مصر، تساءل كثيرون: هل بات بإمكان أن يحلموا بنفس الثراء الفاحش الذي ينعم به السعوديون؟
اكتشاف أكبر حقل غاز في العالم بمصر: هل ينقل البلاد لعصر الثراء
بالطبع، الطريق لا يزال طويلًا أمام القاهرة لتحقيق هذا الحلم. فحتى وإن بلغت احتياطيات مصر من الغاز أرقامًا خيالية، تبقى هناك العديد من الخطوات والتحديات التي يجب التغلب عليها لتعظيم الاستفادة من هذا الكنز المكتشف حديثًا.
محطات رئيسية في طريق مصر للغاز
إن تاريخ اكتشافات الغاز في مصر يمتد لعقود طويلة، حيث بدأت البلاد حصد ثمار جهودها منذ ستينيات القرن الماضي. ومن أبرز المحطات في هذه المسيرة:
• 1967: اكتشاف أول حقل بري للغاز في منطقة أبو ماضي بدلتا النيل.• 1969: اكتشاف حقل أبو قير البحري ليصبح أول حقل بحري للغاز في مصر.• 1971: الكشف عن حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية.• 2015: بدء حقبة جديدة مع ارتفاع متوسط الإنتاج اليومي إلى 4 مليار قدم مكعب.• 2018: تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وبلوغ الإنتاج اليومي 7.1 مليار قدم مكعب.