التصنيفات
منوعات

“غضب من عند الله !”.. زلزال ليس له مثل يضرب العديد من الدول  من بينها مصر وتركيا واليونان وليبيا .. استعدوا لما هو قادم 

زلزال بقوة 6.5 درجات يهز اليونان ويثير تساؤلات حول الاستعداد للكوارث الطبيعية، الطبيعة لا تعرف المواعيد، وهذا ما أثبتته الهزة الأرضية العنيفة التي استيقظت عليها جزيرة كريت في ساعات الفجر الأولى، لتذكر العالم مرة أخرى بقوة الأرض الكامنة تحت أقدامنا.

زلزال الان

اخترقت الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 6.5 درجة على مقياس ريختر صمت الصباح الهادئ في جزيرة كريت، مسجلة مركزها على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق هيراكليون، العاصمة النابضة بالحياة لأكبر الجزر اليونانية.

شهد السكان المحليون لحظات رعب حقيقية وهم يشعرون بالأرض تهتز تحت أقدامهم. ماريا كونستانتينو، وهي مقيمة في إحدى القرى القريبة من المركز، تصف تلك اللحظات قائلة: “شعرت وكأن البيت كله يرقص، ركضت إلى الخارج وأنا أحمل طفلي، والجميع في الشارع يبدون مرتبكين ومذعورين”.

## التداعيات المباشرة والأضرار المبدئية

### انهيارات وأضرار في البنية التحتية

تأثرت عدة مناطق بالجزيرة بشكل مباشر، حيث شهدت الأحياء القديمة في هيراكليون انهيار جزئي لبعض المباني التراثية، بينما تضررت شبكات الكهرباء والاتصالات في المناطق الجبلية النائية. الطرق الرئيسية التي تربط القرى الصغيرة بالمراكز الحضرية واجهت تصدعات أثرت على حركة النقل.

القرى الجبلية كانت الأكثر معاناة، حيث أفادت التقارير الأولية بحدوث انقطاعات تام في وسائل الاتصال مع بعض المناطق، ما أثار مخاوف السلطات من احتمال حدوث انهيارات أرضية في المنحدرات الوعرة.

### استجابة السكان والمجتمع المحلي

رغم الصدمة الأولى، أظهر سكان كريت تضامناً ملفتاً في مواجهة الأزمة. مراكز الإيواء المؤقت امتلأت بالعائلات التي تركت منازلها احترازياً، بينما تطوع المئات لمساعدة فرق الإنقاذ في عمليات البحث والتقييم.

## الاستجابة الحكومية العاجلة

### تفعيل خطط الطوارئ الوطنية

لم تتأخر الحكومة اليونانية في الاستجابة لهذا التحدي الطبيعي. وزير الداخلية اليوناني، نيكوس هارداليس، أصدر بياناً عاجلاً أكد فيه أن “كل الإمكانيات البشرية واللوجستية موجهة حالياً لضمان سلامة المواطنين وتقييم حجم الأضرار بدقة”.

فرق الإنقاذ المتخصصة انتشرت في المناطق المتضررة خلال ساعات قليلة من وقوع الزلزال، مجهزة بأحدث التقنيات للبحث عن محاصرين محتملين وتقييم سلامة المباني.

### التنسيق الإقليمي والدولي

تم تنشيط آليات التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة إذا اقتضت الضرورة. كما أعلنت السلطات عن إطلاق مركز عمليات موحد لتنسيق جهود الإغاثة وضمان وصول المساعدات للمناطق المتضررة بأسرع وقت ممكن.

 

منطقة نشاط تكتوني مستمر ديميتريس سوتيريوس، أستاذ علوم الأرض في جامعة أثينا، يوضح أن “موقع كريت يقع في نقطة التقاء حساسة بين الصفيحة الإفريقية والأوراسية، مما يجعلها منطقة نشاط زلزالي طبيعي ومستمر”. هذا التفسير يساعد في فهم سبب تكرار الهزات الأرضية في هذه المنطقة من البحر المتوسط.

هزات ارتدادية متوقعة

 

الخبراء يحذرون من احتمال حدوث هزات ارتدادية خلال الأيام القادمة، قد تتراوح قوتها بين 4 و 5.5 درجات. “من الطبيعي جداً أن نشهد نشاطاً زلزالياً ثانوياً بعد هزة بهذه القوة، والمهم هو الاستعداد المستمر وعدم الاستهانة بأي هزة مهما كانت صغيرة”، يؤكد سوتيريوس.

تأثيرات على القطاع السياحي والاقتصاد

جزيرة كريت، التي تستقبل ملايين السياح سنوياً، قد تواجه تحديات اقتصادية قصيرة المدى. المطارات والموانئ تعمل بشكل طبيعي حالياً، لكن بعض المنشآت السياحية في المناطق المتضررة أعلنت عن إغلاق مؤقت لفحص سلامة مبانيها.

عاجل زلزال يضرب العديد من الدول الان

وزارة السياحة اليونانية أصدرت تطميناً للزوار الحاليين والمحتملين، مؤكدة أن الأوضاع تحت السيطرة وأن جميع التدابير اللازمة مُفعلة لضمان السلامة العامة.

دروس من التاريخ الزلزالي للمنطقة

منطقة شرق البحر المتوسط شهدت عبر التاريخ زلازل مدمرة عديدة، وكان زلزال كريت عام 365 ميلادي أحد أقوى الزلازل المسجلة في التاريخ القديم للمنطقة. هذا السجل التاريخي يذكرنا بأهمية الاستعداد المستمر وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.

البنية التحتية الحديثة في اليونان شهدت تطويرات كبيرة في معايير البناء المقاوم للزلازل بعد زلزال أثينا المدمر في 1999، مما ساهم في تقليل حجم الأضرار المحتملة من الهزات الأرضية الحديثة.

هذا الزلزال يعيد طرح أسئلة مهمة حول مدى استعداد المجتمعات الساحلية للتحديات الطبيعية المتزايدة، وما إذا كانت أنظمة الإنذار المبكر الحالية كافية لحماية الأرواح في عصر يشهد تغيرات مناخية وجيولوجية متسارعة.