في عصر تتسارع فيه الثورة التكنولوجية، تخفي خريطة العالم كنوزًا جديدة تتجاوز قيمتها البترول والذهب، إنها المعادن الأرضية النادرة – العناصر السبعة عشر التي تحكم مستقبل البشرية.
الصين تهيمن على كنوز الأرض المخفية
تتربع الصين على عرش هذه الثروة الاستراتيجية بـ 44 مليون طن متري، محتلة موقعًا فريدًا يمكّنها من التحكم في مصير الصناعات المستقبلية. “المعادن النادرة ليست مجرد عناصر كيميائية، بل مفاتيح السيطرة على التكنولوجيا”، يقول الخبير الجيولوجي الدكتور تشانغ وي.
اكتشاف أكبر احتياطيات المعادن الأرضية
هذه الهيمنة لا تقتصر على الاحتياطيات فحسب، فالصين تنتج 70% من الإمدادات العالمية وتعالج 90% من الخامات، مما يضعها في موقع تحكم شبه كامل في السوق العالمية.
البرازيل تدخل السباق بقوة
في المرتبة الثانية، تبرز البرازيل كقوة صاعدة بـ 21 مليون طن متري. شركة “سيرا فيردي” بدأت عمليات الإنتاج التجاري في ولاية غوياس، مع طموحات لتصل إلى 5 آلاف طن متري بحلول 2026.
كازاخستان – الاكتشاف المذهل
الصدمة الحقيقية جاءت من آسيا الوسطى، حيث كشفت كازاخستان عن اكتشاف مذهل يتجاوز 20 مليون طن متري. هذا الاكتشاف قد يعيد ترتيب القوى العالمية بشكل جذري.
رغم احتياطياتها المتواضعة (1.9 مليون طن)، تحتل أمريكا المركز الثاني في الإنتاج بـ 45 ألف طن سنويًا. لكن العيون تتجه نحو غرينلاند وأوكرانيا كمصادر بديلة استراتيجية.
الهند تحتفظ بـ 6.9 مليون طن، بينما تبرز أستراليا كقوة محلية بـ 5.7 مليون طن، مدعومة بشركة “ليناس” – أكبر مورد خارج الصين.
في خضم التوترات التجارية، فرضت بكين قيودًا على تصدير 7 معادن نادرة، مرسلة رسالة واضحة للغرب: من يتحكم في هذه العناصر، يتحكم في مستقبل التكنولوجيا.
“نحن نشهد نوعًا جديدًا من الحروب، حروب المعادن النادرة”، يحذر المحلل الاقتصادي مارك ريتشاردسون.
هل نقف أمام بداية عصر جديد من التنافس الجيوسياسي، حيث تحدد احتياطيات المعادن النادرة مصير الأمم أكثر من النفط؟