يُصدم ملايين المسافرين العرب سنوياً عند دخول الحمامات الأوروبية لأول مرة، حيث يكتشفون غياب الشطاف تماماً رغم أن 75% من سكان العالم يستخدمونه، مما يطرح تساؤلات عن السر وراء هذا الاختلاف الصادم.
أسباب عدم الشفاط في أوربا
تعود قصة رفض الأوروبيين للشطاف إلى القرون الوسطى، حين كانت أوروبا تعاني من شح المياه وانتشار الأوبئة، مما جعلهم يطورون أساليب “جافة” للنظافة. اعتمدوا على الأوراق والأقمشة بدلاً من الماء، واستمرت هذه العادة حتى بعد تطور أنظمة المياه الحديثة. الغريب أن الرومان القدماء كانوا يستخدمون المياه للنظافة الشخصية،
أسباب عدم الشفاط في أوربا
لكن هذه الثقافة اندثرت مع سقوط إمبراطوريتهم. اليوم، يعتبر معظم الأوروبيين أن ورق التواليت كافٍ تماماً، بل إن البعض يرى الشطاف “غير صحي” لأنه قد ينشر الجراثيم حسب اعتقادهم الخاطئ.
عدم استخدام الشطاف
تشكل البنية التحتية القديمة للمباني الأوروبية عقبة حقيقية أمام تركيب الشطافات، فمعظم المباني شُيدت قبل قرون دون مراعاة لخطوط مياه إضافية. تكلفة تحديث نظام السباكة في منزل أوروبي قديم قد تصل إلى 5000 يورو، وهو مبلغ ضخم لإضافة “كماليات” من وجهة نظرهم. حتى في المباني الحديثة
،يفضل المطورون توفير المساحة والتكلفة بعدم تركيب شطافات. في دراسة حديثة أُجريت عام 2024، أظهرت أن 82% من الأوروبيين لا يعرفون كيفية استخدام الشطاف أصلاً، وهذا الجهل يُعزز من مقاومة التغيير
“الناس بتخاف من اللي متعرفوش”، كما يقول المثل المصري، وهذا ينطبق تماماً على موقفهم من
إقبال بعض الأوربيين علي الشفاط
بدأت رياح التغيير تهب على أوروبا مؤخراً، حيث سجلت مبيعات الشطافات المحمولة ارتفاعاً بنسبة 340% خلال 2024 وفقاً لموقع أمازون الأوروبي.
السياح المسلمون والآسيويون الذين ينفقون 85 مليار يورو سنوياً يضغطون على قطاع الضيافة لتوفير شطافات في الفنادق.
بعض الدول مثل إيطاليا بدأت تعيد اكتشاف “البيديه” التقليدي وتطويره لأشكال عصرية. حتى الأطباء الأوروبيون بدأوا ينصحون بالشطاف لمرضى البواسير والحوامل. يقول د. هانز مولر من برلين: “الماء أنظف وأصح من الورق فقط، هذه حقيقة علمية لا جدال فيها”.
مستقبل الشفاط في أوربا
التحول نحو استخدام الشطاف في أوروبا يسير ببطء لكنه حتمي، خاصة مع زيادة الوعي البيئي حول استهلاك الورق.
الجيل الجديد من الأوروبيين أكثر انفتاحاً على الثقافات الأخرى وعاداتها الصحية. شركات التكنولوجيا تطور شطافات ذكية بتصاميم أنيقة تناسب الذوق الأوروبي. في النهاية، الصحة والنظافة ستنتصران على العادات القديمة، لكن الأمر يحتاج وقتاً طويلاً لتغيير ثقافة متجذرة منذ قرون.