مشروع ACES Delta الأمريكي: 11 مليون كيلوجرام هيدروجين نظيف يهدد عرش النفط الخليجي،
تستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في أضخم منشأة عالمية لتخزين الهيدروجين النظيف في ولاية يوتا، بقدرة تخزينية تبلغ 11 مليون كيلوجرام،
في خطوة قد تُعيد رسم خريطة الطاقة العالمية وتهدد هيمنة دول الخليج النفطية.
ثورة الهيدروجين تنطلق من كهوف يوتا الملحية
يُعد مشروع ACES Delta نقلة نوعية في عالم الطاقة، حيث تتعاون شركتا Mitsubishi Power Americas وMagnum Development لإنشاء أكبر منشأة تخزين هيدروجين على الكوكب.
المشروع يستغل الكهوف الملحية الطبيعية الممتدة تحت أراضي يوتا لتخزين الهيدروجين المُنتج عبر التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة. هذه التقنية الثورية تتفوق على البطاريات التقليدية بقدرتها على تخزين كميات هائلة من الطاقة
لفترات طويلة دون فقدان كبير. الكهوف الملحية توفر بيئة مثالية لحفظ الهيدروجين بأمان تام، حيث تمنع التسرب وتحافظ على الضغط المطلوب. المشروع سيوفر طاقة نظيفة كافية لتشغيل 150 ألف منزل لمدة عام كامل.
استثمارات بالمليارات تدعم التحول الأخضر
حصل المشروع على دعم حكومي مباشر بقيمة 500 مليون دولار، بالإضافة لاستثمارات خاصة تتجاوز 3 مليارات دولار من مؤسسات دولية كبرى. هذا الدعم يأتي ضمن خطة أمريكية شاملة لاستبدال 40 محطة فحم بوحدات تعمل بالغاز والهيدروجين النظيف بحلول 2030.
وزارة الطاقة الأمريكية أعلنت أن المشروع سيخلق 10 آلاف وظيفة مباشرة و25 ألف وظيفة غير مباشرة. التكلفة الإجمالية للمشروع تُقدر بـ7 مليارات دولار، لكن العائد المتوقع يصل لـ15 مليار دولار سنوياً بحلول 2035.
“الاستثمار ده هيغير قواعد اللعبة تماماً”، كما صرح أحد المسؤولين الأمريكيين.
تقنية متطورة تتحدى البترول التقليدي
التقنية المبتكرة تعتمد على فصل الهيدروجين من الماء عبر الكهرباء المُنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. الهيدروجين المُنتج يُخزن في كهوف على عمق 1500 متر تحت الأرض، بسعة تخزينية تعادل 300 ألف برميل نفط يومياً. عند الحاجة، يُحول الهيدروجين مرة أخرى إلى كهرباء عبر خلايا الوقود بكفاءة تصل لـ85%.
هذه العملية لا تُنتج أي انبعاثات كربونية، مما يجعلها الحل الأمثل لمكافحة التغير المناخي. الخبراء يؤكدون أن تكلفة إنتاج الطاقة من الهيدروجين ستصبح أرخص من النفط بحلول 2028.
تداعيات جيوسياسية تُقلق دول الخليج
يُثير المشروع قلقاً متزايداً في دول الخليج التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. تقارير اقتصادية تشير إلى أن نجاح المشروع قد يخفض الطلب العالمي على النفط بنسبة 20% بحلول 2040.
السعودية والإمارات بدأتا بالفعل في تسريع خططهما للتنويع الاقتصادي والاستثمار في الطاقة المتجددة. أسعار النفط قد تنخفض لأقل من 40 دولاراً للبرميل إذا انتشرت تقنية الهيدروجين عالمياً.
الصين والاتحاد الأوروبي أعلنا عن خطط مماثلة لإنشاء منشآت تخزين هيدروجين ضخمة. الخبراء يتوقعون أن يستحوذ الهيدروجين على 25% من سوق الطاقة العالمية بحلول 2050.
**هل ينجح الهيدروجين الأمريكي في إنهاء عصر النفط؟ أم ستجد دول الخليج طريقة للحفاظ على هيمنتها الطاقوية؟**