في تحذير وصفه بـ”القنبلة المائية”، أكد خبير الموارد المائية عباس شراقي خطورة سد النهضة على الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن انهياره قد يؤدي إلى فناء 20 مليون مواطن سوداني،
ويمتد ضرره إلى مصر. هذه التصريحات المثيرة تأتي في وقت تصاعد فيه الغضب الشعبي والقلق الدولي بعد إعلان إثيوبيا استمرار عمليات الملء الخامس للسد رغم الاعتراضات المصرية والسودانية.
السياق الخطير: سنوات من التفاوض الضائع
على مدى 13 عامًا من المفاوضات، دأبت مصر على تسجيل اعتراضها في مجلس الأمن ضد الممارسات الأحادية لإثيوبيا. رغم الدعوات المتكررة للالتزام بالقانون الدولي والاتفاقيات التاريخية، تجاهلت أديس أبابا هذه المناشدات وأصرت على ملء خزان السد
دون التنسيق مع دولتي المصب. في تصريح لافت، قال شراقي: “سد النهضة ليس مشروعًا مائيًا فقط، بل قنبلة تهدد شعوبًا بأكملها”. هذا الاقتباس يلخص حجم الخطر الداهم الذي يواجهه النيل الأزرق، شريان الحياة لملايين المصريين والسودانيين.
التفاصيل المثيرة
تكشف تصريحات شراقي عن حقيقة مقلقة: تخزين السد تجاوز 60 مليار متر مكعب، ما يجعله عرضة للانهيار في ظل ظروف جيولوجية وهيدرولوجية صعبة.
الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية تزيد الضغط على جسم السد، بينما تُظهر الدراسات الهندسية أن المنطقة معرضة لانزلاقات أرضية وزلازل محتملة. شراقي أضاف: “انهيار السد يعني موجة مائية جبارة تدمر كل ما في طريقها،
من مدن وقرى، وصولًا إلى الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها الملايين”. لا يخفى على أحد أن “القنبلة المائية” تهدد استقرار الإقليم بأسره.
إحصائيات مقلقة: أرقام تثير الذعر
بحسب تقارير رسمية صدرت في عام 2024، فإن انهيار سد النهضة قد يؤدي إلى وفاة 20 مليون شخص سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق. التأثير على مصر لن يكون أقل خطورة؛ فالأراضي الزراعية في الدلتا قد تتعرض لفيضانات مدمرة،
ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية غير مسبوقة. يطالب خبراء مصريون بسرعة تدخل مجلس الأمن وتشكيل لجنة خبراء دولية لإعادة التفاوض وفق قواعد علمية صارمة.
مصر بدورها رفعت خطابًا حاسمًا للأمم المتحدة، تؤكد فيه “رفضها القاطع للسياسات الأحادية” وتلوح باتخاذ خطوات عملية لحماية أمنها القومي.
الأثر والتوقعات: صدمة وقلق شعبي
حالة القلق الشعبي في الشارع المصري تزداد مع كل إعلان إثيوبي عن استكمال الملء الخامس. “بالذمة دا معقول؟!”، يتساءل أحمد، موظف بالقاهرة، معبرًا عن الغضب الذي يشعر به الكثيرون. شراقي يرى أن الضغط الدبلوماسي العربي والدولي قد ينجح في إعادة إثيوبيا إلى طاولة التفاوض تحت رعاية خبراء دوليين، لكن لا ضمانات حقيقية حتى الآن.
السيناريو الأسوأ يبقى قائمًا: موجة مائية مفاجئة قد تغير خريطة النيل الأزرق إلى الأبد. ومهما يكن، تظل مصر على استعداد لاتخاذ كل ما يلزم لحماية شعبها.