كشفت بعثة أثرية مصرية عن أثري في الأقصر يُعد الأغلى في تاريخ الاكتشافات المصرية، حيث تضمن مجموعة نادرة من المقابر والقطع الذهبية التي تعود لعصر الدولة الحديثة، مما يفتح صفحة جديدة في فهم الحضارة الفرعونية.
قصة الاكتشاف المذهل
بدأت القصة عندما لاحظ أحد العمال المحليين تشققات غريبة في الأرض بمنطقة العساسيف غرب الأقصر. وبعد أشهر من الحفر الدقيق، ظهرت ثلاث مقابر محفوظة بشكل استثنائي تحتوي على كنوز لم يمسها أحد منذ آلاف السنين.
المفاجأة الكبرى كانت في مقبرة “آمون-إم-إبت” التي احتوت على تابوت ذهبي مرصع بالأحجار الكريمة وصناديق مليئة بالحلي والمجوهرات التي تفوق قيمتها الخيال.
تفاصيل مثيرة عن الاكتشاف الأثري
المقابر الثلاث المكتشفة تحكي قصصاً مختلفة عن الحياة في مصر القديمة. الأولى لـ”آمون-إم-إبت” الذي عمل في معبد آمون، والثانية لـ”باكي” المشرف على صومعة الغلال، والثالثة لـ”إس” عمدة الواحات الشمالية. كل مقبرة تحتوي على نقوش ورسومات تصور الحياة اليومية والطقوس الدينية بتفاصيل مذهلة.
الخبراء وصفوا النقوش بأنها “كتاب مفتوح” يروي تفاصيل لم تُسجل من قبل عن الإدارة والاقتصاد في عصر الرعامسة. حتى الآن تم اكتشاف 127 قطعة أثرية، منها 45 قطعة ذهبية خالصة.
أرقام هذا الكنز الأثري
الأرقام الأولية تشير إلى أن قيمة الكنز المكتشف تتجاوز 3 مليارات جنيه مصري، ما يجعله الأغلى في تاريخ الاكتشافات الأثرية المصرية منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. البعثة المصرية رصدت حتى الآن 89 لوحة جدارية ملونة بحالة ممتازة، و34 تمثالاً صغيراً من المرمر، بالإضافة إلى 200 قطعة من الفخار النادر. الخبراء يتوقعون أن الرقم النهائي قد يصل إلى 500 قطعة بعد الانتهاء من أعمال التنقيب الكاملة.
هذا الاكتشاف “هيقلب الدنيا” في عالم السياحة الأثرية، حسب تعبير أحد السكان المحليين. وزارة السياحة تتوقع زيادة في أعداد السياح بنسبة 35% خلال 2025. المتاحف العالمية بدأت بالفعل في التواصل لعرض بعض القطع المكتشفة. UNESCO أعلنت أن الكشف يستحق تصنيفاً خاصاً ضمن التراث العالمي.
الاكتشاف يؤكد أن أرض مصر ما زالت تخبئ كنوزاً لا تُقدر بثمن، وأن البعثات المصرية قادرة على تحقيق إنجازات عالمية بأيدٍ وطنية خالصة. الدكتور محمد إسماعيل خالد صرح قائلاً: “هذا مجرد البداية، ننتظر المزيد من المفاجآت”.
الحكومة خصصت 150 مليون جنيه لاستكمال أعمال التنقيب وترميم المقابر لتكون جاهزة لاستقبال الزوار في منتصف 2025. هل يكون هذا الاكتشاف بداية عصر ذهبي جديد للآثار المصرية؟