كنز ذهبي بـ360 ألف دولار يُكتشف بالصدفة في جبال التشيك 598 قطعة نقدية و17 علبة سيجار غامضة.
عثر متنزهان في جبال كركونوشه بجمهورية التشيك على كنز ذهبي يحتوي على 598 قطعة نقدية و10 أساور ذهبية وعلب سيجار غامضة، بقيمة تتجاوز 360 ألف دولار، في اكتشاف يُعيد فتح ملفات الحرب العالمية الثانية المنسية.
اكتشاف عرضي يقلب الموازين التاريخية
كان رجلان يسلكان طريقاً مختصراً عبر غابات جبال كركونوشه الشهيرة، عندما لمحا صندوقاً ألمنيومياً بارزاً من جدار صخري.
الفضول دفعهما لفتحه ليكتشفا كنزاً مذهلاً يضم 3.7 كيلوغرام من العملات الذهبية، و10 أساور ذهبية فاخرة، و17 علبة سيجار، وعلبة بودرة، ومشط أثري.
المكتشفان اللذان فضلا إخفاء هويتهما نقلا الكنز فوراً إلى متحف بوهيميا الشرقية في مدينة هرادتس كرالوفي.
القيمة المعدنية للعملات الذهبية وحدها تُقدر بـ8 ملايين كرونة تشيكية، أي حوالي 360 ألف دولار أمريكي، دون احتساب القيمة التاريخية والأثرية التي قد تضاعف السعر عدة مرات.
ما هو لغز العملات البلقانية والفرنسية الغامض
الأمر الأكثر إثارة للحيرة هو تركيبة الكنز الغريبة، حيث لا يحتوي على أي عملة محلية تشيكية أو ألمانية. نصف العملات من أصل بلقاني والنصف الآخر فرنسي،
مع أختام إضافية من يوغوسلافيا السابقة تعود للعشرينيات والثلاثينيات. أحدث عملة في الكنز تحمل تاريخ 1921، مما يربطها بنهاية حرب السوفييت-بولندا والأزمة المالية التشيكوسلوفاكية. فويتيخ برادل،
خبير النقود بالمتحف، وصف التركيبة بأنها “غير مألوفة تماماً” مقارنة بالاكتشافات التشيكية المعتادة. علبتان من السيجار ما زالتا مغلقتين بإحكام ولم يتم فتحهما بعد، مما يزيد الغموض حول محتوياتهما المحتملة.
يرجح ميروسلاف نوفاك، رئيس قسم الآثار بالمتحف، عدة سيناريوهات محتملة لأصل الكنز. النظرية الأولى تربطه بالفترة المضطربة قبل الحرب العالمية الثانية،
اكتشاف أغلى كنز فى العالم في هذه الدولة سوف تجعلها من اكثر الدول
حين فر السكان التشيك واليهود من المنطقة الحدودية. النظرية الثانية تشير لعام 1945 عندما كان الألمان يغادرون المنطقة بعد الهزيمة. احتمال ثالث يربط الكنز بعائلة سوييرتس-شبورك الأرستقراطية التي امتلكت عقارات ضخمة في المنطقة. “ده مش كنز عادي،
ده كنز حد كبير أوي”، كما علق أحد الخبراء المحليين. البروفيسورة ماري هايمان من جامعة كارديف تقترح أن المالك قد يكون جامع تحف أو موظف متحف، أو حتى لصاً سرق مجموعة ثمينة.
تأثيرات اقتصادية وسياحية متوقعة
الاكتشاف أثار اهتماماً واسعاً في المنطقة، حيث يتلقى المتحف مئات الاتصالات يومياً من أشخاص يدّعون معرفة معلومات عن أصل الكنز. السلطات المحلية تتوقع طفرة سياحية في المنطقة، خاصة مع خطط إقامة معرض خاص للكنز في خريف 2025
وفقاً للقانون التشيكي، الكنز ملك للإدارة الإقليمية، لكن المكتشفين سيحصلان على مكافأة مالية كبيرة. الخبراء يؤكدون أن هذا الاكتشاف قد يُعيد كتابة جزء من تاريخ المنطقة الحدودية المضطرب. المتحف يخطط لإجراء تحليلات معدنية دقيقة لباقي القطع لتحديد القيمة الإجمالية النهائية، والتي قد تتجاوز المليون دولار مع احتساب القيمة التاريخية.