في مشهد أثار الذعر ولفت أنظار الشارع المصري، شهدت منطقة وسط القاهرة صباح اليوم حريقًا هائلًا التهم أجزاء كبيرة من مبنى “سنترال رمسيس“، أحد أقدم المقرات الحيوية لشبكات الاتصالات في العاصمة، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة، وتعطيل بعض خدمات الاتصالات، وسط حالة استنفار أمني وتنفيذي غير مسبوقة.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي غرفة عمليات النجدة بلاغًا من الأهالي في الساعات الأولى من الصباح، أفادوا خلاله بتصاعد كثيف للدخان من الطابق السابع في المبنى العريق المطل على شارع رمسيس.
ومع وصول فرق الإطفاء، اتضح أن النيران قد اندلعت في أحد المكاتب الإدارية قبل أن تمتد سريعًا إلى مكاتب مجاورة، مدفوعة بوجود كميات كبيرة من الأوراق والأخشاب والمفروشات التي ساعدت على تغذية ألسنة اللهب.
دفعت قوات الحماية المدنية بـ10 سيارات إطفاء و3 خزانات مياه وسلالم هيدروليكية، في محاولة لمحاصرة النيران ومنع امتدادها لباقي طوابق المبنى، وتم تنفيذ عملية إخلاء فوري لكافة العاملين والمتواجدين داخل المبنى، حفاظًا على الأرواح.
ورغم السيطرة على الحريق في البداية، إلا أن النيران تجددت بعد ساعات، ما استدعى تعزيزات إضافية، وتم إغلاق كوبري أكتوبر جزئيًا في الاتجاه المؤدي إلى المهندسين، لتأمين وصول سيارات الإطفاء والإسعاف.
وبحسب آخر البيانات الرسمية، ارتفع عدد المصابين إلى 39 شخصًا، بينهم حالات اختناق واثنان من رجال الشرطة، تلقوا جميعهم الإسعافات الأولية في الموقع أو تم نقلهم إلى مستشفى القبطي القريب من موقع الحادث.
ولم يُعلن حتى الآن عن تسجيل أي وفيات، وهو ما اعتبره المسؤولون أمرًا إيجابيًا بالنظر إلى حجم الكارثة.
وقد وصل إلى موقع الحريق كل من الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، لمتابعة تطورات الموقف ميدانيًا.
ووجه المحافظ بسرعة تشكيل لجنة هندسية لفحص تأثير الحريق على سلامة المبنى، على أن تبدأ أعمالها فور انتهاء تحقيقات النيابة العامة والمعاينة الجنائية.
وأكدت مصادر بقطاع الاتصالات أن الحريق ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية لبعض وحدات الربط الداخلي داخل السنترال، ما تسبب في بطء أو انقطاع مؤقت لبعض خدمات الاتصالات والإنترنت في عدد من مناطق وسط القاهرة، مشيرة إلى أن فرق الدعم الفني بدأت على الفور في إعادة توزيع الخدمة وتوفير بدائل تشغيلية مؤقتة لضمان استمرارية الشبكة.
في السياق ذاته، بدأت النيابة العامة في التحقيق بالواقعة، حيث تم التحفظ على الكاميرات وسجلات التردد داخل المبنى، مع تكليف المعمل الجنائي بإعداد تقرير فني شامل يحدد سبب الحريق وحجم الخسائر بدقة.
ويُعد سنترال رمسيس أحد أقدم وأهم المباني الخدمية في العاصمة، ويشكل نقطة ارتكاز لعدد من الخدمات الحكومية وشبكات الاتصالات، ما يجعل تأثره كارثة لوجستية بالغة الخطورة، ألقت بظلالها على آلاف المستخدمين من المواطنين والشركات.
ولا تزال الجهود مستمرة لتأمين المبنى ومنع تجدد النيران مرة أخرى، بينما يُنتظر أن يصدر خلال الأيام المقبلة تقرير شامل يوضح حجم الخسائر النهائية والإجراءات التي ستُتخذ لترميم المبنى وإعادة تشغيله بكامل طاقته.
FB_IMG_1751918773995
FB_IMG_1751918771368
FB_IMG_1751918768541
FB_IMG_1751918765453
FB_IMG_1751918762046
FB_IMG_1751918759335
FB_IMG_1751918756601
FB_IMG_1751918753915
FB_IMG_1751918751071
FB_IMG_1751918748677
FB_IMG_1751918746036
FB_IMG_1751918717244
FB_IMG_1751918714794
FB_IMG_1751918711559
FB_IMG_1751918708909
FB_IMG_1751918705955
FB_IMG_1751901476726
FB_IMG_1751901452200
Screenshot_20250707_181418_Facebook
FB_IMG_1751900883795
FB_IMG_1751900878484
FB_IMG_1751900881125
FB_IMG_1751900864241
FB_IMG_1751900853320
FB_IMG_1751900850701