في خطوة مهمة نحو تعزيز أمن الطاقة المصري، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، عن اكتشاف جديد يحمل اسم “الفيوم 5” في منطقة حقل كينج مريوط شمال مصر. يعتبر هذا البئر ثاني اكتشاف لشركة bp في المنطقة الغربية بعد البئر كينج 2، والثالث في هذه المنطقة بعد بئر أكسون، مما يؤكد الإمكانات الواعدة لمنطقة غرب دلتا النيل.
يقع البئر الجديد في منطقة شمال الإسكندرية غرب البحر المتوسط، على عمق مياه يبلغ 346 متراً، وقد تم الحفر باستخدام جهاز “فالاريس دي إس – 12” المتطور. بدأت عمليات حفر البئر في 14 فبراير 2025 باستخدام الحفار فالاريس DS-12، وأسفرت عن اكتشاف أربعة خزانات غازية، مما يضع هذا الاكتشاف ضمن أبرز إنجازات قطاع البترول المصري في العام الحالي.
أشار رئيس الوزراء إلى أن البئر يحتوي على “احتياطيات جيدة من الزيت والغاز”، وهو ما يمثل بشرة خير للاقتصاد المصري. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الاكتشاف، بالإضافة إلى الاكتشافات الأخرى في المنطقة، سيساهم في توفير ما يقارب 1.5 مليار دولار كانت مخصصة للاستيراد خلال ستة أشهر فقط.
تعد شركة “بي بي” البريطانية الشريك الرئيسي في عمليات الاستكشاف بمنطقة غرب الدلتا، حيث استثمرت حوالي 160 مليون دولار في حفر بئرين استكشافيين بمنطقتي “كينج مريوط” و”الفيوم”. وأكد نادر زكي، الرئيس الإقليمي للشركة، التزام “بي بي” المستمر بدعم قطاع الطاقة المصري وتلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز.
يأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه قطاع البترول والغاز المصري تعافياً ملحوظاً بعد فترة من التراجع. فقد نجحت الحكومة في زيادة إنتاج الزيت الخام بمقدار 64 ألف برميل يومياً، بينما ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي بنحو 271 مليون قدم مكعب يومياً خلال النصف الثاني من العام الماضي.
تستهدف مصر تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة، وتحفيز المزيد من الشركات العالمية على الاستثمار في مصر؛ ما سيُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي. ومع الاكتشافات الجديدة، تتطلع مصر إلى استئناف تصدير الغاز الطبيعي قريباً، خاصة مع توقعات بظهور آثار التعافي السريع بحلول نهاية 2025 ومطلع 2026.
يُعزز اكتشاف “الفيوم 5” من مكانة مصر كمركز إقليمي رائد للطاقة في منطقة شرق المتوسط. فبالإضافة إلى هذا البئر، كشفت الحكومة، منذ بداية العام الجاري، عن 3 حقول جديدة ستُسهم في تعزيز مكانة البلاد بسوق الطاقة الإقليمية، بما في ذلك البئر كينغ 2 وبئر نفرتاري-1.
وتؤكد هذه الاكتشافات المتتالية أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل والتحول إلى مُصدِّر رئيسي للغاز الطبيعي في المنطقة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة في قطاع النفط والغاز.